الشيخ القوي والشاب الهزيل
دار حوارطريف بين شيخ كبير وشاب, كان الشيخ رغم سنوات عمره وبياض شعره يبدو قوي الجسم حاضر الذهن وضيء الوجه ,اما الشاب فقد كان يبدو اقل منه نضارة,نظر اليه الشيخ في اشفاق شديد,فقد كان الشاب يعاني من نوبة سعال حاد, ورغم ذلك فقد استمر في التدخين
مال عليه الشيخ وهمس في أذنه قائلا: لماذا تؤذي نفسك هكذا ؟ أجاب الشاب بصوت مصحوب بالسعال: أنا حر!!,كان من الممكن ان يسكت الشيخ, متجنبا اياه أويرد عليه غاضبا , ولكنّ الشيخ الوقور رد في هدوء وحزم و قائلا , انت لست حرا بل انت عبد .
كان كلام الشيخ اشبه بصدمة, جعلت الشاب ينظر الى وجهه ويرى ما عليه من وقار وهيبة , ويصغي اليه باهتمام . واصل الشيخ كلامه قائلا : انت عبد لهذه العادة السيئة .. عادة التدخين ,بدليل انها فعلت بك ماترى وولا تستطيع الخلاص منها . استمر الشيخ في حديثه حتى شعر الشاب بالخجل وقال :ماذا افعل؟.. سامحهم الله اصدقاء السوء هم اللذين علموني التدخين , لقد تركتهم قبل ان يعلموني ما هو اسوء ,قال الشيخ:انت تركتهم ولكن هناك من يلازمك , ويامرك بالسوء .
انتبه الشاب وقال في دهشة:من هو؟! اجاب الشيخ: نفسك تامرك بالسوء فتطيعها ولا تقاومها او تنهاها , فان اطعتها اهلكتك , وان خالفتها نجوت و وفزت بالجنة , الم تقرأ قول الله تعالى في الآيتين ((40)),((41)) في سورة النازعات الشيخ القوي والشاب الهزيلواما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ,فان الجنة هي المأوى ) فالمؤمن اذا نهى نفسه عن هواها فيما يكرهه الله ولا يرضاه منها و وزجرها ونهاها عن ذلك , وخالف هواها وفعل ما امره به الله, كانت الجنة مأواه يوم القيامة .
لفت الشيخ أنظار الحاضرين ,بحلاوة أسلوبه وسعة اطلاعه , وتحول هذا اللقاء العابر الى مايشبه المحاضرة العلمية .
كان من بين ما قاله:
_ان كل مايؤدي الى ضرر الانسان في نفسه او ذريته واهله او صحته ,فهو حرام شرعا, والتدخين يضر الانسان في نفسه و ذريته ايضا .
_منظمة الصحة العالمية تعتبر التبغ من المخدرات .
يظن البعض ان الشيشة اقل ضررا ولكن ضررها شديد فالماء لا يحجب المواد الضارة كما انها سبب في انتشارامراض كثيرة منها السل والالتهابالكبديوشرايين القلب وجلطة شرايين الدماغ وما تؤدياليه من سكتةدماغية هذا بالاضافة الى السرطان
كما ان ضرر التدخين يتعدى الرئتين ويصل الى المثانة حيث ان محتويات التدخين تصل الى المثانة
اشتدت دهشة الحاضرين لغزارة علمه ولكن بطل العجب حينماعرفواانه واحد من كبار الاطباء اتاه الله من علوم الدين والدنيا